بين العملية الإرهابية الأخيرة التي وقعت في مكة المكرمة في 5 / 5 /2016 والتي قتل فيها بمعلومات أولية أربعة من شباب هذا الوطن الدواعش وبين أول انفجار وقع في في منزل بحي الجزيرة 15/3/2003 في الرياض 13عاما نتج عنه وفاة شخص يدعى فهد سمران الصاعدي حيث كان يقوم بتصنيع قنبلة بدائية وانفجرت وخلال ذلك أستشهد مئات الأبطال من رجال الأمن الأشاوس ومن المصابين والمدنيين والهالكين الإرهابيين ولازالت الأعمال مستمرة والخسائر في الأرواح والممتلكات مستمرة ومؤسفة.
وقد وجد في منزل حي الجزيرة قوالب متفجرة وقنابل يدوية وكيلوغرامات من المتفجرات شديدة الانفجار ورشاشات ومبالغ مالية كانت نواة للتكفير والتفجير.
لقد كان الأمير نايف رحمه الله الذي تولى منظومة الأمن لأربعة عقود مدركاً لخطورة الأمر فرشح الأمير محمد بن نايف ليكون مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية .
و صدر قرار بتعيين الأمير محمد مساعداً للشؤون الأمنية في 27محرم 1420 أي قبل أربع سنوات من أول عملية إرهابية وهي مقتل الصاعدي التي كانت في 15محرم 1424.
وتوالت العمليات الإرهابية وتوالت جهود الدولة وكانت جهود الملك عبد الله رحمه الله واضحة في الحزم ضد الإرهاب وألقى كلمة قوية متلفزة .
حيث جاءت الكلمة بعد تفجيرات الحمراء التي حدثت في 11/3/1424وقتل فيها 34شخص منهم سبعة سعوديين وأردنيان وثلاثة فلبينيين ولبناني وسويسري وايرلندي .وسبعة أمريكيين وأسترالي و194جريح إضافة لمنفذي العملية واستمرت المطاردات والمواجهات الأمنية وتعقب الإرهابيين وإحباط عمليات ووقوع تفجيرات.
وواجهت وزارة الداخلية الإرهاب بعزم وإتقان حتى قال : أدمز سرداد المتخصص في شؤون الإرهاب ل ” بي بي سي” أن الرياض تحارب الإرهاب نيابة عن العالم .
وواصل الأمير نايف رحمه الله والأمير أحمد والأمير محمد الجهود ومعهم رجال الأمن الأبطال والمواطنين والمقيمين وهذا جنَب الوطن المئات من العمليات الخطيرة.
وكشفت عمليات ارهابية في المدينة ومكة والقصيم ونجران وجدة وحائل والجوف وبقيق والرس وغيرها الكثير من المضبوطات المختلفة من أسلحة وقذائف وقنابل وغيرها.
وحرص الامير محمد بن نايف على إدخال فكرة المناصحة واستخدام أسلوب النصح والرعاية مع تطوير التجهيزات والأنظمة مما أسهم في نجاحات متميزة ضد الإرهاب.
وبرزت جهود الأمير محمد كقائد حازم ضد الإرهاب عن طريق القبض على مئات المتورطين وتجنيب الوطن عمليات خطيرة ودامية مع حرصه على منظومة التدريب.
وبعد كل هذه النجاحات والعمليات لازال الإرهاب مستمرا يختطف شبابنا ويستهدف مقدراتنا ويربك الأمن مع مئات الندوات والبحوث والاستراتيجيات.
ان استهداف مساجد وتجمعات وقيادات أمنية وأفراد وأقارب وغير ذلك ينذر بحاجة إلى مزيد من الجهود الفكرية لكبح جماح الإرهاب ومحاربة التفجير.
لقد كان الاعتقاد بأن تنفيذ الإعدام في بعض القيادات المجرمة ربما يردع البقية وقد نُفذ ذلك ولكن لازال التهور مستمر والاستقطاب متواصل .
ويحق لنا التساؤل لماذا لا يوجد إرهاب في عمان والإمارات وقطر وماليزيا وسنغافورة واليابان وكوريا وفنلندا وغيرها من دول العالم ولماذا ينشط هنا .
وبحمد الله غالبية المناهج دينية ومابين كل مسجد ومسجد مسجد وحلقات التحفيظ ومواقع الدعوة والإنترنت وتحكيم الشريعة والحرص على حجاب المرأة .
وكثرة الندوات الدينية والوعظ والمحاضرات وإيقاف الحفلات الموسيقية والأنشطة التي قد يعتقد أنها تخالف الدين وعدم وجود مخالفات مثل بعض تلك الدول.
21-وعلى كل هذا الزخم الوعظي الديني يفترض أن لا يوجد ولا إرهابي في بلادنا فلماذا وصلوا الآلاف وكيف لم تنجح الحملات التوعية في إيقاف الإرهاب.
قد نفهم وجود إرهابيين في دول لا تحرص على الدين ووجدت فيها حكومات لا تسمح بالوعظ الديني ذلك أنهم لم يتلقوا تعليم ديني جيد فأثر فيهم التكفير .
كذلك تأثر الشباب في الغرب من أصول أسلامية رغم عدم وجود تعليم ديني يمكن تفسيره بحالة الإحباط التي يعيشونها وتسلل الأفكار لهم لضعف الدين عندهم كما أن معظم أدبيات الفكر التكفيري موجودة في الانترنت بشكل مكثف وبكافة اللغات الحية الأمر الذي يُبين دور الاستخبارات العالمية في اختراقهم واستهدافهم المملكة كونها حصن الإسلام وقبلة العالم الإسلامي وبالتالي لابد من استهداف أبنائها واختراق بنيتهم الوطنية وعاطفتهم الدينية .
لِذا أرى أن أول خطوة في الحل هو العناية في المدرسة بدايةً من الروضة وتشكيل وجدان الطالب على الدين المعتدل وحب الوطن والولاء له ومعرفة خصائصه وميزاته .
وهذا سيربي أب المستقبل ويعد أم المستقبل وستنقل الأسرة مستقبلا ذلك لأبنائها مع الاهتمام بالمعلم وبالذات معلم العلوم الشرعية وتوعيته وطنيا .
وبحمد الله غالبية المعلمين وطنيين وكذلك مختلف فئات المجتمع لكن ظل عدد قليل جدا تأثيره كبير فلابد من توعويته ليكون لديه الإجابة للطلاب.
ان البطالة والفقر لم تكن طريقاً للإرهاب فغالبية الإرهابيين من أسر مستقرة مادياً ولديهم وظائف ولكنه فكر يخترق العقول ويحولها إلى قنابل مفخخة .
ومن فجر في عملية ينبع قبل عدة سنوات؟ كان منهم خريجين من جامعة البترول ومهندسين ولديهم سكن في الشركة ووظائف ورواتب جيدة ومع ذلك فجروا وقتلوا .
وتعد مرحلة المراهقة والتغيرات الجسدية والبلوغ والرغبة الجنسية عامل محفز للانضمام لجماعات التكفير ذلك أن المراهق يسهل التأثير عليه عاطفياً .
واستغلال حماسه للتفرد والتميز ونصرة الدين مع رغبة في التسامي والتطهّر من الذنوب والفوز بالشهادة والحور العين ولهذا يكون جمال الحور حاضرفيعيش في أحلام الرغبة بهن والشجاعة بالانتحار وقتل النفس لأن الحور ينتظرونه كشهيد وعند ذلك تتحقق رغباته الجنسية المكبوتة ويعيش النعيم معهن.
قبل أيام أعلن عن استشهاد رجل أمن بطل ومعه شباب هالكين اعتنقوا فكر يعتقدون أنهم على الطريق الصحيح وفجروا أنفسهم تماشيا مع تعليمات قادتهم.
ذلك أنهم يموتون ولا يريدون الاعتراف عن أعمالهم وأنشطتهم وتموت المعلومات معهم وهذا يُبين إلى أي درجة وصلت خطورة هذا الفكر إلى هذه العقول.
وواضح أن العمليات مستمرة والفكر يتوالد وحجم الجهود الفكرية والتوعوية لا يتوازى مع الجهود الأمنية فإلى متى يستمر هذا النزيف المؤلم والمحزن.
واتسآل .. في خطبة الجمعة الأخيرة كم خطيب تناول هذه الحادثة وكم برنامج تلفزيوني ناقشها وكم وسيلة توعوية طرحتها فقد أصبنا بالاعتيادية رغم خطورة الأمر.
ان أسلوب الندوات والمحاضرات والاستراتيجيات أكتمل وبقي الانتقال لمرحلة التطبيق وللأسف بعض الفعاليات تقام لتكملة البرنامج وتسجيل فعالية.
39-الأساليب القديمة في المناقشات متواصلة وبدون حضور الشباب المعنيين الذين ينشغلون في اختباراتهم وبالوسائل الحديثة السناب شات التويتر اليوتيوب.
وأعتقد حديث التائبين هو الأبلغ تأثيراً ولكن يجب أن يكرر كل يوم مع عرض كل حالة يتم التحفظ عليها ويبلغ الجمهور وأولياء الأمور كيف وصلوا لذلك .
ويبدو أن الحاجة ماسة لإنشاء هيئة عليا لمكافحة الإرهاب على مستوى عال ترتبط بسمو ولي العهد ويتم دمج كافة الإدارات والبرامج والفعاليات معها.
42-وتقوم بجميع الأعمال البحثية والدراسات والأنظمة والقرارات والأعمال الإعلامية والدعوية والحوارات وتكون حازمة مع المحرضين وتنسق بين الجهات وتشرف وتتابع على الأنشطة في التعليم والتعليم العالي والإعلام والثقافة والشؤون الإسلامية والاجتماعية وكل ماله علاقة بالإرهاب ومكافحته.
ان من المهم تدريس مادة فقه الاختلاف في مراحل التعليم المختلفة وتعليم الطلاب الوسطية وتعدد الآراء وقبول الأخر والتسامح وبث قيم الحوار الجيد ودمج كافة الإدارات التي أنشئت لمكافحة الإرهاب أو نشر ثقافة الحوار مثل مركز الحوار الوطني إلى هذه الهيئة مع الإشراف على الفعاليات الوطنية وستعمل هذه الهيئة بالتعاون والتنسيق إقليميا وعالميا في إبراز جهود المملكة في مكافحة الإرهاب ونشر الكتب المفيدة والرسائل الإعلامية المختلفة.
ان مراجعة أدبيات التعليم والإعلام والدعوة وتنقيتها من الغلو والتشدد والتطرف ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والوسطية وهو منهج ورؤية المملكة2030 .
و من الأهمية تحديد مصطلح الإرهاب حتى لا تفسره كل دولة وفق أجندة خاصة وتحميل أعباء هذه الجريمة لدين بعينة أو الأمة بعينها وإلا تضاربت التعريفات وتباينت المعالجات وضعفت الجهود الدولية في مواجهة هذه الجريمة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين .
ومن الاهمية تصنيف التنظيمات الإرهابية تصنيفا دقيقا وكشف تسلسلها التاريخي وجهات دعمها وتبنيها وتوظيفها لتحقيق مصالح معينة و تبصير المواطنين بحظر هذه التنظيمات وفكرها علي الفرد وعلي الأمة ودينها ومصالحها ومستقبل وجودها وما تنتجه هذه التنظيمات من فرص للتدخل في شؤون بحجة مكافحة الإرهاب .
و تحليل وتشخيص الفكر الإرهابي ودوافع اعتناقه والتصرف بتوجيه تنظيماته دون مراعاة لدين أو حرمة نفس أو صلة رحم .
ووضع إستراتيجية عملية للمواجهة تشارك فيها كافة الجهات المعنية وليس الأجهزة الأمنية لوحدها.
ان بناء جيل محصن ضد المؤثرات السلبية أيا كان مصدرها داخليا أو خارجيا .و إبقاء الأحداث التاريخية الإرهابية في وجدان الناشئة والمجتمع عن طريق تجسيد الزمان والمكان للأحداث وشرح ذلك للطلاب ليدركوا أبعاد الأحداث ومشكلتها.
ابقى الصهاينة المحرقة الكاذبة في الوجدان لمئات السنين بينما ضاعت أحداث لا يعرف عنها الناشئة ومن ذلك إظهار بطولات رجال الأمن وتضحياتهم .
و تجسيد عمليات الحمراء و المحيا و الرس الهجوم علي وزارة الداخلية والمرور وغير ذلك ليوضح للناشئة حجم الكارثة التي مرت بها المملكة وتحذيرهم منها.
وبالعزيمة وبالإرادة وبالنجاحات المتميزة التي تمت ولله الحمد لمكافحة الإرهاب ستواصل هذه البلاد وحدتها وقوتها وعزيمتها واستقرارها ضد الأعداء .
وبتضافر الجهود والتعاون الرائع من المواطنين والمقيمين ستواصل بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد التقدم والعزة والنصر والرخاء .
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.

صحيفة إلكترونية تنقل الحدث على مدار الساعة
اترك تعليق