**نعم تفوق بعض النساء علي الذكور عندما آن لعقولهن رؤية النور و بعدما فرت عقولهن من مخابئها التي كانت مصفدة في مدافن أجسادهن تلك الأجساد التي حكم عليها في الماضى بالسجن في محابس الظلمات بعيدا عن أنوار العلم و أضواء المعرفة بل وبعيدا عن حقوقهن الشرعية. لقد كانت فقط أجساد مسخرة للحمل والولادة و كانت أجساد مستعبدة فقط للطهي والنظافة.. لقد كن أجسادا مقهورة فقط “للسمع والطاعة “حتي إختيار أزواجهن كانت أوامر ذكورية عليا لا خيار لهن فيها. فالعقل كان مهمشا لا إعتراف به والجسد كان معتصرا بمخالب الذكور.
لكنها أبت وإعترضت فولجت ميادين العلم بعباءتها و بخمارها و كذلك بغطوتها وأحيانا كاشفة وجهها تتحدى القيود الذكورية.
ولعل البعض قد لا يعلم أنه في عام 1970 كان عدد مدارس البنات الثانوية ستة مدارس فقط وبالتصميم قفز العدد إلي 3000 مدرسة ثانوية للبنات في عام 2015 نتيجة زيادة الرغبة في تعليم الفتيات اللآتي قفز عددهن من 1,856 طالبة الي 592 الف طالبة في نفس الفترة أي خلال أقل من نصف قرن في المرحلة الثانوية. ولم يكتفين الفتايات السعوديات الماهرات بذلك بل إقتحمن مضمار التعليم العالي وتميزن حيث قفز اجمالي عدد المقيدات السعوديات في دراسات التعليم العالي من 111 الف طالبة في عام 1996 الي 749 الف طالبة في عام 2015 بنسبة زيادة 575 % خلال عقد ونصف من الزمان في حين قفز عدد الذكور من 123 الف طالب الي 778 الف طالب بنسبة زيادة 532 % أي أقل من الفتيات.
وخلال تلك المرحلة فاق عدد طالبات البكالوريوس عدد طلاب البكالوريوس حيث قفز عدد الطالبات من 93 الف طالبة في عام 1996 إلي 681 ألف طالبة في عام 2015 بزيادة 632 % بينما نسبة الزيادة للذكور في هذه المرحلة كانت 496 % فقط.
ولم يقتصر الأمر علي قطاع التعليم بل إقتحم النساء القطاع المصرفي فإرتفع عدد الموظفات من ألفين في عام 2005 إلي ستة آلاف في عام 2015 بنسبة زيادة 200%.بينما إرتفع عدد الذكور من 24 الف إلي 38 الف بنسبة زيادة 58% فقط.
ولازالت المرأة السعودية تصارع القيود الذكورية في مضامير متعددة مثل القضاء والسياسة والإقتصاد. لكنني أخشي من العجلة فتزول المكاسب وتنهار آمالهن العريضة كما أخشي أن تغفل المرأة السعودية عن دورها الرئيسى كأم وكزوجة فينقلب الأمر كله علي المجتمع بأسره. فالطلاق والعنوسة يصارعان أحلام الفتيات السعوديات كما وتنهش البطالة في أنسجة أسواق العمل المتهالكة. والسؤال الاهم الذى اطرحه .. هل تستطيع المرأة السعودية مواجهة هذا الطوفان الإجتماعي وإلي أين ستذهب؟
المنطق اقارنه بالقول كما نجحت في السابق برجاحة عقلها ستنجح الآن وفي المستقبل إن شاء الله.
,واترك السؤال للتعليق التعليق بآرائكم وأرائكن على هذا الطرح .
****رئيس مركز إستشارات الجدوى الإقتصادية
اترك تعليق